الصفحة الرئيسية › ثقافة

ثقافة حين تهتم هبة الطوجي وأسامة الرحباني بالتفاصيل: سهرة بصفر أخطاء

هل حدث أن جعلكم أحدهم، تبتسمون وتشعرون بالسعادة بمجرّد النظر اليه، هو بالذات ما شعرنا به ونحن نتابع تحركات الفنانة هبة الطوجي، هذه الفنانة القادمة من بلاد الأرز لبنان، تمكنت بذكاء شديد من شدّ الأنظار اليها مساء الأحد 29 جويلية، رقصت وغنّت وتمايلت على ركح المسرح الروماني، وسافرت بجمهور قرطاج الى زمن الرحابنة بأدائها المتمكن لعدد من الأغاني التي أشرف عليها الموسيقار اللبناني أسامة الرحباني وكتب كلمات بعضها الراحل عاصي الرحباني .

سهرة بصفر أخطاء، لا لشيء سوى لأن الفنانة اللبنانية أعدت كل شيء بدقة، سواء من حيث البروفات التي واكبتها منذ وصولها تونس أو الاخراج الركحي من كوريغرافيا ومؤثرات ضوئية وحضور جسدي، تفاصيل وجزئيات نمت عن احترام كبير للمسرح والجمهور.

ولأن التفاصيل مهمة لانجاح أي عرض، وقفت "هبة الطوجي" أمام جمهور قرطاج باطلالة هادئة تشبه فنها، مكتفية بثوب أبيض أنيق وتسريحة شعر بسيطة، على يسارها جلس سليل مدرسة الرحابنة أسامة الرحباني على آلة البيانو، وقبل أن تستهل خريجة الموسم الرابع من برنامج "ذو فويس" في نسخته الفرنسية حفلها بأغنية "يمكن حبيتك"، قدم أسامة الرحباني قطعة موسيقية لاقت استحسان الجمهور الذي لم يبخل عليها بالاستقبال الحار ما ان وطأت قدماه الركح .

وبخطوات مدروسة حوّلت هبة الطوجي عرضها الى مسرحية موسيقية متكاملة حيث لم تكتف بالغناء بل رقصت طيلة السهرة وتنقلت على الركح كطفلة سعيدة بأول نجاح لها، وهنا نشير الى أنها المرة الأولى التي تقف فيها الطوجي على ركح مهرجان قرطاج، وهي التي جابت أكبر المسارح في العالم، وشاركت في بطولة المسرحية الشهيرة "notre dame de paris

وأدت الفنانة اللبنانية،  أشهر أغانيها، من بينها أغنية “لا بداية ولا نهاية”، التي كانت سبب شهرتها بعد مشاركتها في برنامج " ذوفويس" وهي من كلمات الراحل منصور الرحباني، بالاضافة الى آخر إصداراتها مثل "مين باختار" و "حلم" و "خلاص" و "وحدي لحالي" و "طريق" وهو جينيريك مسلسل "طريق"، مستحضرة لقاءها بالكبير "منصور الرحباني" منذ عشر سنوات في بداياتها وتشجيعه لها، ومن تأليفه غنت "يا حبيبي"، بالإضافة إلى أدائها لأغنية فيروز "سهر اللليالي"، بطلب والحاح من الجمهور، حيث رفضت هبة الطوجي خلال ندوتها الصحفية مقارنتها بسيدة الصباح مؤكدة أن هناك فيروز واحدة ولن تتكرر .

سهرة خالية من الأخطاء شكلا، أمتعت خلالها هبة الطوجي وأسامة الرحباني جمهور قرطاج على مدى ساعتين، رقصا وغناء، لكن هذا لا ينفي أن نؤكد أن صوت الطوجي الأوبيرالي لم يتماش مع عدد من الأغاني، حيث فقدت السيطرة على مساحات صوتها في أكثر من مناسبة، فبدا النشاز واضحا .

وردا على سؤال "موقع الجمهورية" حول الضجة التي اثارها فيديو كليب أغنية "مين اللي بيختار" الذي قدمته تحية للمرأة السعودية بعد نيلها جملة من الحقوق لأول مرة في تاريخها، حيث تم اتهامها بالمسّ بالمقدسات ودعوة لخلع الحجاب، أوضحت هبة أنّها تحترم المقدّسات والمعتقدات الدينيّة، وأنها  ليست غبية لتتجرأ على هذه الفعلة مبينة أن وشاحها ازاحه الريح اثناء التصوير لا غير .

وبسؤالنا اياها حول تصريحها بان العمل مع الرحابنة سلاح ذو حدين، اعترفت هبة الطوجي ان العمل مع هذه المدرسة العريقة يمنحها من جهة فخامة ورقيا لكن في الوقت نفسه لا يسمح بارتكاب أدنى خطإ 

هبة طوجي اختارت طريقا منفردا في مدرسة الرحابنة، فلم تتخذ فيروز نموذجا ولم تتبع خطوات كارول سماحة، بل صنعت لنفسها طابعا خاصا مزجت فيه الماضي بالحاضر، مستعملة الكلمات الثقيلة واللحن البسيط .

سناء الماجري